‏إظهار الرسائل ذات التسميات اللعب الممنوع. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اللعب الممنوع. إظهار كافة الرسائل
الاثنين، 24 ديسمبر 2012

اللعب الممنوع 10

قالت سيلفيا وهي تحتضن سارة : حمدا لله لم يصيبك مكروه  .
ونظرت الى الشاب وقالت : شكرا لك ايها الشاب لولاك لنجح ذلك الشخص في اختطاف سارة .
وقالت سارة : اشكرك شديد الشكر على نبلك وشجاعتك .
ابتسم الشاب وداعب شعره الغزير وقال: انا لم اقوم سوى بالواجب .


عاد سعد وانطونيو وماريو وقال سعد بغضب : لقد هرب الوغد ، اعتقد ان المنظمة تعرف بوجودنا هنا . ونظر سعد الى الشاب الذي يبدو عليه الثقة بالنفس  ، وقال : شكرا لك ..لقد قمت بعمل بطولي .
داعب الشاب الغريب مؤخرة رأسه وقال : الامر بسيط . اي شخص كان في مكاني لقام بنفس العمل .
فقال انطونيو وهو يتأمل الشاب : اعتقد انك يباني او كوري الاصل .
فقال الشاب ضاحكا : اجل فانا من اصل كوري ، لكن ولدت هنا واسمي دجيو .
فقال ماريو : تشرفنا بمعرفتك دجيو .
فقالت سيلفيا : هيا ندخل الى داخل المطعم ، فأنت في ضيافة الان .
فقال دجيو : حسنا .واشكركم على الدعوة

جلس الجميع وكل يأكل في طبقه . اما سيلفيا فكانت تفكر في امر ذلك الرجل الذي حاول اختطاف سارة ..وتعجبت كيف عرفت المنظمة بوجودهم ، ونظرت الى الموجودين بالمكان ، لعل المنظمة ارسلت من يراقبهم ..قاطع تفكرها صوت ماريو يسأل دجيو قائلا : هل تقيم هنا لوحدك ام مع عائلتك؟
قال دجيو مجيبا وهو يرتشف كأسا من المشروب الغازي : في الحقيقة انا اقيم لوحدي والمنزل يقع بالقرب من هنا .
فقالت سارة : اعتقد ان عائلتك رجعت لموطنها .
سكت دجيو برهة والحزن بادي على محياه وقال : كلهم ماتو ، لقد قتلوا وانا في السن السابعة .
تأسف الجميع لما وقع لعائلته وقال سعد : وهل تعلم من قتلهم وسبب ذلك ؟
اجاب دجيو وفي عينيه بريق غريب : لا ادري ..لقد كنت انذاك في المدرسة وعندما عدت وجدت الكل مقتولا ..التحقيقات البوليسية لم تتوصل لشيء وقفل الملف والفاعل مجهول .حتى اخي الصغير لم يرحموه .
فقالت سيلفيا: وماذا كان يعملان ابوايك ؟
قال دجيو : كان ابي عالما وطبيبا يعمل في المختبرات العلمية . وامي كانت معلمة
سكت الجميع للحظة وقال دجيو : ماذا عن ذلك الشخص الذي حاول اختطافك ياسراة من يكون ؟
نظرت سازه الى المجموعة وكأنها تستأدنهم في الجواب ، خوفا من قول الحقائق امام شخص للتو تعرفوا اليه ، وقالت سليفيا : حسنا دجيو ..من خلال ماحكيته لنا عن ماوقع لوالديك ، اعتقد ان هناك منظمة استهدفت والديك وقتلتهم ، خوفا من ان يكشف امرا .
وقال دجيو: وماعلاقة هذا بسؤالي ؟!
قالت سيلفيا : لان ذلك الشخص الذي اراد اختطاف سارة ، ارسلته المنظمة ..لاننا اردنا كشف خططهم .
وروت سيلفيا قصتهم مع تلك المنظمة وخططهم لفضحهم .
ققال دجيو منبهرا : الامر يبدو مثيرا ، لاأخفي عليك ان اشك ان هناك منظمة قامت بإغتيال عائلتي .
فقالت سارة وهي تتأمل بريق عيني دجيو : يبدو الامر غريبا ان نصادف شخصا تعرضت عائلته للتصفية من قبل مجهولين ..وكأن القدر ارادك ان تجتمع بنا.
فقالت سيلفيا : بل هو كذلك ، وانا اقترح عليك ان تنضم الينا وتشاركنا في فضح تلك القوى المجهولة .ان وافقت بطبيعه الحال.
فقال دجيو بعد ان فكر لتواني : يسعدني الانضمام اليكم ، لاني اريد معرفة اسرا تلك المنظمة وهل لها علاقة بما وقع لعائلتي .

فقال ماريو وهو يتأوه : اه انني متعب واريد قسطا من الراحة ، هيا نعود الى السيارة .لنرتح قليلا .
فقال دجيو : لا داعي لذلك ، سترتحون في منزلي ، والمنزل ليس بعيدا من هنا .
فقال سعد : نشكرك دجيو ، لكن لادعي سوف نعود لسايرتنا قد احضرنا معنا خيمات .
فقال دجيو: لا مشكل هناك المنزل منزلكم ولا تنسو اني اصبحت فرد من مجموعتكم ، هيا لنضر السيارة الى هنا ونتجه الى المنزل .وهكذا احضرت المجموغه السيارة واصطحبهم دجيو الى منزله .واستضافهم هناك
.
----------------------------------------------------
تلقى كابالو الاتصال من احد افراد عصابته واخبره بفشل خطة اختطاف احد عناصر المجموعة .لم يغضب كابالو ، لكنه ابتسم ابتسامة ماكرة وقال : الحظ حالفكم هذه المرة ، لكن المرة القادمة لن تنجحوا في النجاة .
خرج من غرفته ودخل مكتبه الخاص ، فتح حاسوبه وبدأ يطالع بعض ملفاته السرية ، وارسل احداها الى رئيسه عبر العنوان الالكتروني ، بعد برهة تلقى اتصال من  هاتفه الخلوي . كان المتصل رئيسه  الذي قال : السيد طونسون يشكرك على معلوماتك القيمة . ويؤكد ان المشروع لم يبقى له الا القليل لتنفيذه ، سمعنا بانك تعاني متاعب .
ابتسم كابالو وقال : اجل انه مجموغه من شبان صغار  تأثرو بافلام هوليود .سوف اقضي عليهم بسهولة .
ـ حسنا . فنحن في بداية عملنا .وسنصنع تاريخا جديدا في حياة البشر .
انتهت المكالمة  وامسك كابالو بجهاز التحكم الخاصة بالتلفاز وقال : قريبا سوف يتغير كل شيء .وضحك ضحكات غريبة.

-----------------------------------------------------
حجز مورينو غرفة في احدى الفنادق الفخمة وهناك تلقى مكالمة هاتفية وقال وسارير وجهه تبدو عليها البهجة : اهلا بالسيد رودريغو ، يشرفني سماع صوتك سيدي .
ـ شكرا مورينو ، اعتقد انك تعلم سبب اتصالي .
ـ نعم اعلم ذلك
ـ اعتقد انك فكرت في العرض الذي اقترحته عليك .وانت تعلم انك ستجني اراباحا لا تصدق ان وافقت .
ـ اعلم هذا جيدا سيدي ، ولقد فكرت في الامر جيدا ، ونا مستعد لنتفيذ جميع ماتٱمرني به..واعلمك ان موجود حاليا بمدينة بندقية  ، حيث يقيم كابالو . ولقد زرت مقر سكناه ..وقريبا  سوف انفذ الخطة المرسومة .
ـ حسنا حظا موفقا ولا تنسى ان يبقى الامر سرا بيننا . وتأكد ان نجحت في مهمتك ستلقى اجمل هدية في حياتك .
ـ اعتبر المهمة قد تمت منذ هذه اللحطات سيدي .
ابتسم مورينو وامسك بسيجارته يدخنها وقال : حسنا كابالو قل الوداع لأحلامك وطموحاتك ، لتبدأ احلامي انا . واتخلص من تفاهتاك واهاناتك الوقحة .قريبا سأحقق ثروة والمجد والسلطة . لكن نعم وجدت فكرة خبيثة سوف تقضي على هؤلاء الشبان وكابالو في نفس الوقت .
الاثنين، 10 ديسمبر 2012

اللعب الممنوع 9

اقتربت المجموعة  من الشارع الذي يؤدي الى مقر اقامة كابالو ، واتجهوا نحو العنوان ، وهناك وجدوا قصرا فخما جميلا .فقال مورينو : هذا هو القصر اذا .
فقال سعد وهو يحرك دراعيه الى الوراء قائلا : اظنه يتمتع الان بشاي ساخن ..لكن هذا لن يدوم ....
فقالت سيلفيا : علينا مغادرة المكان ، فلقد حددنا الان موقع اقامة كابالو ، ونعود بعد سيارتنا وهناك نفكر في خطة نستطيع بها كشف مخططاتهم .
فقال انطونيو بعد ان زقزقة كرشه : من الاحسن ان نذهب الى مطعم قريب من هنا فانا اتدور جوعا .
وقلا سعد وهو يداعب بطنه : اوافق انطونيو في مايقول فانا كذلك اتدور جوعا .
فقالت سيلفيا : كل شيء موجود بالسيارة لقد احضرت معي الطعام .
فقال ماريو : اه لا استطيع الرجوع الى هناك والمسافة طويلة نوعا من الافضل كما قال انطونيو نختار مطعما ناكل فيه ...من بعدها نعود الى السيارة.ابتسمت سيلفيا وقالت : اتفقتوا جميعا ، حسنا هي اذا لنجد مطعما  بالقرب من هنا .

**************************
من حسن حظ المجموعة ان مورينو خرج بعد ابتعادهما عن المكان ...فقد خرج وهو في غضب شديد .وقال لحارسه غاضبا : كل هذا بسببك انت ، كيف سمحت لهؤلاء الاوغاد بالدخول الى منزلي .
حاول الحارس ان يدافع عن نفسه ، فنهره مورينو قائلا : لا أريد ان اسمع منك تبريرا ، يكفي مالقيته اليوم من اهانات وسخرية ..سوف ادمر الشبان عندما يقفون بين يدي .
 نظر مورينو الى السائق الخاص بالسيد كابالو منتظرا ان يفتح له الباب ، ليوصله الى الوجهة التي يريد ، لكن السائق لم يفعل ذلك ، وتوجه اليه مورينو قائلا بحنق : لماذا لا تفتح الباب لنا .
ابتسم السائق وقال : السيد كابالو لم يوصني بهذا ، وانا جد متأسف .
اشتد غيظ مورينو واراد ان يشتم السائق لكنه عوض ذلك افرغ غضبه على حارسه الشخصي قائلا : ماذا تنتظر انت ايها الابله ، احضر لنا سيارة اجرة ..يالكم من مجموعة من التفهاء .
وهذا مافعله هذا الاخير .لم يكين يجيد سوى اطاعة اوامر سيده وتحمل تلك الاهانات اليومية .وكان باستطاعته تقديم استقالته والانضمام الى من هم احسن من سيده ، الا انه في حقيقة الامر يعمل جاسوسا لدى كابالو . فقد امره بتتبع خطوات مورينو ، لان مورينو كان رجلا خبيث الطوية وقادر على ان يغدر اقرب الناس اليه .

اما المجموعة  فلقد اختارت مطعما جميلا مطل على مناظر جميلة .وكان المكان يعج بالناس والسياح في كل مكان ..كان مطعما شعبيا ..جلست المجموعة تتناول الطعام وقال ماريو وهو مايزال يمضغ الاكل : انه لذيذ جدا وهذا المطعم يوجد بمنطقة استرتيجية تجلب الزبائن له ..وفجأة انقطعت انفاسه وبدأ يكح فلقد حبس الاكل في حلقه .
ضربه انطونيو على ظهره لمساعدته على ابتلاع ماعلق في حلقه ، وقالت له سيلفيا وهي تقدم له كوب ماء : هيا اشرب الماء .
وهذا مافعله ماريو . فقال له انطونيو ساخرا : هذا ماتستحقه ، تأكل بسرعة ولا تتوقف عن الكلام اثناء الاكل بترهاتك الغبية.
فقال ماريو: اه كدت اختنق ، وانت الم ترى نفسك وانت تأكل مثل من صام دهرا .
ضحك سعد وقال :يكفي شجارا ..بحق انها اكلة ايطالية رائعة ..
فقالت سيلفيا : نعم الاكل الايطالي مشهور في العالم ولدينا امهر الطباخين .ولكن رغم ذلك فلقد سمعت ان آلاكل العربي مميز 
ابتسم سعد وقال : اعتقد انك تدوقت يوما الاكل العربي ، فالشعوب العربية لديها وصفات رائعة لأطباق شهية ، اسألي سارة وسوف تخبرك عن الذ الاطباق العربية.
ابتسمت سارة بدورها وقالت : اجل ياسعد هو كذلك ، فمثلا نحن في المغرب ،نحضر الطاجين وهو عابرة عن اكلة مكونة من الخضر واللحم وكذا الكسكس وهو غني عن التعريف .وقالت سيلفيا وكأنها تذكرت شيأ : نعم لقد سبق لي ان تدوقت اكلة الكسكس فهو طبق شهير في العالم ..وهذا التنوع رائع في الثقافة العربية.
رن هاتف سارة واجابت ، لكن امام الضجيج الذي يعم المكان لم تتمكن من سماع وغادرت مكان جلوسها الى الخارج ، فقد كان واللديها المتصلين للاطمئنان عليها
 في خطم انشغال سارة بالحديث في الهاتف لم تلاحظ ظهور سيارة سوداء  اللون ، وخرج منها رجل ضخم الجثة اصلع الرأس ، واتجه نحوها ، اقترب منها وامسك بها ، تفاجأت سارة ، وقالت بصوت غاضب : ماذا تفعل ايها الرجل ، فقال الرجل وهو ماسك بذراعها ويجرها نحو السيارة: تعال معي بلا ضجيج .
ضربته سارة  بيدها الاخرى ، لكن الرجل تفادى الضربة وامسك بها بقوة وهو يجرها ، امام استغرب الناس ، وصرت سارة وبمجرد ان فعلت ذلك ، ظهر شاب رشيق القوام ، الانه متين العضلات وشعره طويل نوعا ما ، وباغت الرجل بحركة رياضي'ه قوية للفنون القاتل ، سقط الرجل ، الا انه نهض من مكانه واراد ان يخرج مسدسه ، لكن الشاب باغته مرة اخرى بركلة مزدوجة على يديه واسقط مسدسه ، واتبعه بلكمة عنيفة وبسرعة كبيرة وركلات سريعة  متلاحقة ، جعلت الرجل يسقط متألما .وفجأة ظهرت المجموعة بعد ان سمعت الضجيج والعراك .
وقالت سيلفيا وهي تجري ناحية سارة : ماذا حصل ياسارة هل انت على مايرام .فقالت سارة وقد بدى عليها العله مماوقع لها :لقد حاول ذلك الرجل هناك . اختطافي لكن هذا الشاب الشهم انقذني ..
وفجأة نهض الرجل الضخم وركض هاربا وصاح ماريو انه يهرب ، وركض ماريو وسعد وانطونيو لملاحقته ، لكن ظهرت دراجة نارية وركب عليها الرجل وإختفى عن الانظار .




السبت، 20 أكتوبر 2012

اللعب الممنوع 8

جلس مورينو  يدخن سيجارته بتوتر كبير ، وعيناه محمرتان ، فهو لم يعد يحس بالراحة والهناء منذ دخول هؤلاء الغرباء الى بيته ، فقد شعر باهانة كبيرة لم يستطيع نسيانها ، فكيف وهو المعروف بثرائه ودهائه وقوته ، يتعرض لمثل هذا الموقف المذل ، و من مجموعة من شبان لا خبرة لهم في عالم المنظمات والعصابات ، وكيف تلاعبت به فتاة واستغلت هوسه بالنساء ، وجعلت سمعته على مهب الريح .
اخد سيجارته وضغط عليها بيده حتى تفتت وقال: حسنا ايها الاوغاد ، لقد تعرضت لسخرية من طرف السيد كابالو ولن ادعكم تهنئون بصنيعكم هذا .


نادى حارسه الخاص وعلى الفور ظهر وباغته قائلا : جهز طيارتي الخاصة ، سوف نغادر الى مدينة  البندقية.
قال حارسه الخاص : حاضر سيدي.
*********
يالها من مباني عظيمة . انها تسحر اللب وتجعلك تعيش في الزمن القديم !. هكذا عبر سعد على جمال مباني التاريخية لمدينة بندقية . فقد كانت المجموعة تركب  قاربا كبيرا يتسع للجميع وبمحرك سريع .
قال انطونيو وهو يتأمل المباني : انها مباني تاريخية يعود اغلبها الى عصر النهضة .
صاح ماريو بدهشة كبيرة : واو انظروا الى ذلك القصر الرائع ، انه كبير جدا ، ترى لمن يعود !.
فقالت سيلفيا تجيب عن الاستفسار : انه قصر بناه في عصر النهضة حاكم البندقية انريكو واندولو.

فقالت سارة متدخلة  بمعلومة عرفتها من مقررات الدراسة : درسنا في مقررات التاريخ ان الاهالي قاموا بالثورة عليه .
فقالت سيلفيا : اجل . تعرض لثورة بسبب استولائه على بعض المقاطعات ولسوء حكمه ...
قاطع حديثها ماريو قائلا : مهلا انتم تقودون هذا القارب وكأنكم في رحلة سياحية ، هل تدرون الى اين تتجهون ؟!

استيقظ الجميع من تأملاتهم حول المدينة التي ابهرتهم بجمالها الاخاد . فالكل لا يعلم مكان اقامة كابالوا ، ما يعلمونه انه مقيم بهذه المدينة .

فقالت سارة : انها مشكلة .
قال انطونيو وكأنه عثر على حل عملي : الحل بسيط ، نسأل الناس . فمن يسأل لا يضل ابدا .
نظر اليه ماريو وقال بسخرية : ياله من حل صبياني ...وهل تعتقد ان الناس تعرف كابالو هذا!
اجابه انطونيو بغضب : وماآلحل يا مفكر زمانه ..اتعتقد نفسك حكيم زمانك ايها ...
قاطعتهما سارة قائلة : ها قد بدأوا الشجار كعادتهما ..
ابتسم سعد وقال : لا عليكم الحل موجود ، سوف اتصل بان عمي علي فهو خبير في مجال المعلوميات والقرصنة وقد اخبرته بمخططنا ..وسوف يساندنا كثيرا.
اتصل سعد بابن عمه واخبره ان يبحث عن عنوان اقامة المدعو كابالوا .انتظر بضع دقائق فاتصل به علي قائلا : لقد وجدت عنوانه . سوف ارسله لك عبر رسالة قصيرة .
شكره سعد واغلق هاتفه النقال وبعد لحظة تلقى الرسالة .واخبر الجميع عن عنوان كبالو .
فقالت سيلفيا وهي تقود القارب : الى تلك الوجهة اذا .

**************


حطت طائرة مورينو الخاصة في مطار ماركو بولو الدولي . وبعد خروجهما من المطار قال مورينو لحارسه الخاص : سوف اتصل بالسيد كابالو لاخبره عن قدومي  .
اتصل به وطلب منه كابالو ان ينتظر حتى يرسل له سيارة خاصة .
وصل مورينو الى مسكن كابالو كان قصرا كبيرا وفخما ، يدل على ثراء  الفاحش لصاحبه . دخل مورينو الى القصر مصحوبا بحارسه الشخصي ، وأدخلهم الخادم الى بهو القصر واتجهوا الى غرفة الاستقبال ..كانت غرفة جميلة بها لوحات فنية واثات فاخرة منظمة بطريقة استقراطية ..انبهر مورينو بالمكان . وجلسوا منتظرين حضور كابالو.
بعد برهة ظهر رجل انيق المظهر قوي الجسم ، طويل القامة وسيم الشكل ، ابتسم في وجه ضيفه مورينو وقال : اهلا بالسيد مورينو ، انا سعيد لقدومك لزيارتي . وان كنت اعلم جيدا سبب قدومك.
ابتسم مورينو وقال : اعلم انه لا يخفى عليك شيء السيد كابالو .
جلس كابالو وصفق بيديه ، فحضر رجل يبدوا عليه انه المكلف بخدمة القصر . فقال له كابالو :  احضر للسيد مورينو القهوة .
ونظر الى مورينو قائلا : حسنا اخبرتني عن تلك الفتاة التي خدعتك بجمالها وعن هؤلاء الذين دخلوا الى منزلك واخدوا القرص ...ترى هل لديك مشاكل مع احدهم .ام انك تورطت في امور كتمتها علينا .
بلع مورينو ريقه ونظر اليه يتفحص ملامح وجه كابالو وقال : لا لم اتورط في شيء ، وليست لي علاقة باي احد . وانا ايضا استغرب لما حصل كل هذا رغما سريتنا .لكن شككت ان يكون للمخابرات يد في هذا .
ضحك كابالو بصوت مرتفع وبسخرية واضحة وقال : وهل هذا من عمل المخابرات . ان ماقامو ابه لا يعدوا ان يكون من عمل الصبيان ولا يمكن للمخابرات ان تقوم بهذا العمل بتلك الطريقة السادجة .
احمر وجه مورينو واحس بالاهانة وكأن كابالو يسخر من عدم يقظته وحدره وكيف تلاعب به شبان بخطة سادجة .
فقال وهو يحاول استرجاع هيبته : انت تعلم ان لكل فرس كبوة ..وكيف لي ان اعلم بان هذا سيحدث وانت تعلم مدى سريتنا .
ضحك كابالو مرة ثانية وارتبك مورينو وازداد احمرارا. وسكتوا لحظة بعد قدوم الخادم الذي احضر القهوة وقدمها لضيوف السيد كابالو .وعند مغادرة الخادم المكان قال كابالو ساخرا: يالك من غر سادج ، ان هؤلاء يعرفون من اين تؤكل الكتف ، الم تستعمل ولو قليلا ملكة الفكر لديك ، وترتب الاحداث لتفهم ماحصل ومن يكن هؤلاء الاوغاد وغرضهم من سرقة الفرص.
نظر اليه مورينو باستغراب وبدت عيناه جاحظتان وكأنها تستفسر عن مايقصده بكلامه .
ابتسم كابالو وتابع كلامه : حسنا . اعتقد انك لم تفهم ، ولا ادري كيف توليت تلك المهمة وانت لا تحسن التصرف ، لنعود الى الوراء قليلا وتتدكر اول محاولة تعرضت لها للخداع وان نجحت في افشال خطتهم الاولى.
حملق مورينو مندهشا في وجه كابالو وكأنه صدم لمعرفة  كابالو للحادث الاول .رغما انه لم يخبر احدا بالامر .
تابع كابالو كلامه قائلا وباتسامة ماكرة تصاحب وجهه : اعتقد انك مصدوم لما كشفته لك ، ياصديقي لقد استغلوا نقط ضعفك وهي النساء والخمر . وكيف تلاعبوا بك للمرة الثانية وانت لم تستفد من الحادث الاول .وإن دل هذا على شيء ، فيدل على غبائك . والسؤال هو من بعث تلك الفتاتين ومن هؤلاء الشبان ..اخبرني ماذا تعرف عن الفتاة الاؤلى؟

افاق مورينو من صدمته فهو يبدوا الان كمغفل لا يفقه شيأ ونظر الى حارسه الشخصي الذي كان يحاول اخفاء ابتسامته ، واحس بالغيض واحمر وجهه وقال انها فتاة قدمت الي واخبرتني انها تملك شركات خاصة وتعلم عن امر منظمتنا وتريد الانضمام الينا ، وكنت اعتقد انها متعلقة بي لهذا اردت ان استغلها لمعرفة من اين لها بامر منظمتنا لكنها خدعتني .
هنا ضحك كابالو مرة اخرى وقال : يالك من مغفل كبير . انت تعرف قوانين منظمتنا ، ليس لك سوى ايجاد هؤلاء الشباب والقضاء عليهم لكن بعد ان تعرف عنهم كل شيء ..وإلا فنهايتك وشيكة وستندم على اليوم الذي انضممت فيه الينا .
بمجرد سماعه للجملة الاخيرة ، تحسس مورينو عنقه وبلغ ريقه وقال محاولا التظاهر بالهدوء والثقة: لهذا  قدمت الى هنا ، وانا اعلم جيدا انهم سيبحثون عنك ، لان القرص الذي اخدوه يحتوي معلومات عنك .
ابتسم كابالو بخبث وقال : حسنا فعلوا ..انهم يلعبون معنا اللعب الممنوع . ليئتوا الى حتفهم اذا .
الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

اللعب الممنوع 7

بالمناسبة هل وجدتم اي معلومة تدلنا على مكان اقامة كابالو.فقال ماريو : لقد عثرت على عنوان اقامته ، فهو يقيم بمدينة بندقية. 

فقالت سيلفيا بعد برهة من التفكير : بندقية بعيدة نوعا ما عن مدينتنا ، لكن مادامت هناك سيارة كل شيء يهون . غدا سنسافر الى بندقية وعليكم بالاستعداد ...وسأخبر سعد بالامر .
اما سعد فبعد انتهاءه من العمل اتجه الى رب العمل . وطلب منه ان يمنحه خمسة عشر يوما . لكن رب العمل لم يوافق . فتظاهر سعد بانه مريض ومثل امامه وكأن ازمة صحية ألمت به .وقام رب العمل باسعافه وقال له : حسنا خد لك اسبوعا للراحة واياك ان تزيد عليها .


فقام سعد بتثاقل الى ان وصل الى الباب الخروج فركب دراجته بسرعة الريح .
بعد عودته الى المنزل قام بفتح صفحة الفيسبوك من هاتفه وتلقى رسالة من سيلفيا تخبره عن عزمهم السفر غدا الى البندقية .
اخبر سعد علي الذي تأسف له عن عدم السفر معهم لكن سيتواصل معهم عبر موقع الالكتروني والهاتف .


قام سعد وجمع بعض اغراضه وجهز نفسه استعدادا للسفر .وخلد من بعدها الى النوم .
في صباح اليوم الموالي استيقظ سعد نشيطا .وقام بحمل حقيبته وودع عمه وزوجته بعد ان اخبره بقيامه برحلة مع بعض زملائه .
وفي منزل انطونيو التقت المجموعة ولاحط سعد وجود سيارة ڤولسفاكن . فقال : لمن هذه السيارة ؟
ابتسمت سيلفيا وقالت :انها لنا جميعا لقد احضرتها لنسافر بها .
ابتسم وقال : يالها من سيارة تبعث لنا نشوة المغامرة. هل هي ملك لك ؟
ـ اجل لقد اوصيت ابي ليشرتيها لي .

    
ـ احسنت الاختيار .


ـ شكرا . لكن من سيقود السيارة 


فقال انطونيو : سأتكلف بالقيادة ، هذا بعد موافقتكم .


وافق الجميع وركبوا السيارة وهم في حاله من المرح والنشاط.
جلس مورينو مع زميل له يشربان الخمر فقال وعيناه محمرتان : أصبحت أشك في امرنا هل كشفت مخططنا ؟ وكيف يعقل ان يتم ارسال فتاة لاجل الايقاع بي وهذا حصل معي سابقا ؟ هل هي منظمة اخرى تريد الاستلاء على مهمتنا ؟ ام أن المخابرات البوليسية تتبع اخبارنا ؟ 


فقال زميله وهو يتفحص الكأس الذي يشرب منه : الاحتمال الثاني غير وارد ، لان لو كانوا من المخابرات لقامت الشرطة الان باستدعائك وهذا لم يحصل .
نظر اليه مورينو بتمعن وقال : صدقت . اذا الاحتمال الاول هو الصواب . لكن ماهذفهم ؟
صمت برهة وقال وكأنه وجد شيأ ما : ياترى هل رؤسائي يريدون اختباري ؟ فقاموا بذلك العمل ؟


ـ لا اعتقد ذلك لو كان هذا لاتصل بك الزعيم ، لكن هذا لم يحصل 

.
ـ اذا علي الاتصال بكابالو اعتقد ان تلك المنظمة تخطط لامر ما .علي ان احدره .
وبالفعل امسك بهاتفه الخلوي واتصل بكابالو .


٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
نظر ماريو من خلال نافذة السياره وادهشته المناظر الخلابة التي مروا عليها وقال : حقا ماأجمل ايطاليا ، تملك سحرا خاصا لا يقاوم .
ونظر الى سعد وقال متسائلا : هل توجد مثل هذه المناظر الجميلة في بلدان العربية؟ ام هي مجرد صحاري وجبال ؟


ضحك سعد وضحكت سارة وقالت : ماهذا السؤال الغريب اتعتقد ان الله وضع الجمال فقط في ايطاليا .


وقاطعها سعد قائلا ؟ اتعتقد ياماريو اننا نحن العرب مازلنا نعيش بالوسائل القديمة ونركب البغال والجمال ..واننا نسكن الخيام وبلداننا تعاني من افتقار للجمال الطبيعة . ان كان هذا ظنك فأنت مخطيء . وهل يبدوا علي اني قادم من العصر العباسين ؟
ضحك الجميع وواصل سعد كلامه قائلا : البلدان العربية تتوفر على مناظر جميلة جدا وابن لم ابالغ اجمل من المناظر التي تراها في بلدك ، والكثير من الاجانب يفضلون زيارتها بل البعض منهم فضل الاقامة بها اوالاستقرار هناك .وكل مايوجد بايطاليا من وسائل الحديثة توجد في جميع البلدان العربية كالسيارات والطائرات والمنازل والفنادق ..ولا تنسى ان العالم اصبح قرية واحدة كما يقال .


فقاطعه ماريو قائلا : والنساء عندكم هل يتوفرن على حقوقهن كالمساواة والعمل والحرية ؟


ضحك سعد مرة اخرى وقال : كنت انتظر منك ان تطرح عليا هذا السؤال . وهذا يبين بجلاء انك وقعت ضحية الاعلام الغربي الذي يشوه حقيقة العرب والمسلمين .
اتدري ان ديننا الاسلام هو اول من اهتم بحقوق النساء ومنح لها قيمة كبرى في الحياة الاسرية والعملية . انت قلت المساواة والمساواة كلمة تدل على المنافسة اي ان النساء في منافسة مع الرجل وتريد الحصول على نفس امتيازاته ..لكن في ديننا يوجد التشارك والاكتمال فالانثى مكملة للرجل ونصفه الاخر ..ولها حقوق وللرجل حقوق 


ووتدخلت سيلفيا قائلة : كلامك مقنع وجميل لكن لماذا فرض دينكم الحجاب على النساء ؟
ابتسم سعد وقال : عندما تملكين جوهرة ثمينة ولافتة للانتباه ماذا ستفعلين بها ؟
وضحك ماريو وقال : وما علاقة هذا بذاك ؟!


وقالت سارة مجيبة : الا تستطيع ان تستخدم عقلك ياماريو ، مايقصده سعد ان اي شيء ثمين نقوم بالاحتفاظ به الاعتناء به حتى لا تتعرض للسرقة او التلف .
فقال سعد موضحا كلام سارة : احسن سارة ، فالاسلام اعتبر المرأة انسانة لها قيمة كبرى في الحياة ولكي يحافط على جمالها وشرفها من الدئاب البشرية وضعاف النفوس ..اوجب عليها الحجاب .


فقال انطونيو وكان مستمتعا بالنقاش : صدقت فالفتيات اليوم يتم استغلالهن بشكل وقح وخطير وكأنها سلعة او جارية للبيع ويهملون عقلها وكأنها لا تملك سوى الجسد والفتنة ؛ وحتى انا لم اعد استسيغ تلك الملابس التي يرتدونها الان حتى ولو لم تكون مسلما فأي عاقل سيرفض تلك الوقاحة في العري والتغنج ..وهذا ماسبب الفساد في الاعراض والشرف .وضاعت الحشمة .
فقالت سيلفيا : لكن لماذا سمح لرجل المسلم ان يتزوج باأكثر من امرأة واحدة ..اليس هذا غريبا ؟


فقال سعد : الاجابة توجد في ماترينه في الواقع المعاش الا ترين عدد ان الاحصاأت الاخيرة اكدت ان نسبة الاناث اكثر من الذكور ..وهذا يؤدي الى زيادة في عدد العانسات ..والاسلام عندما سمح للرجل ان يتزوج باربعة نساء الا انه شرط عليه شرطا مهما وهو الاستطاعة والعدالة ..والحكمة في التعدد هو عندما لا تستطيع الزوجة الانجاب يمكن للرجل ان يتزوج بخرى وهذا بعد موافقة الزوجة الاولى ..وكذا النساء الفقيرات التي لم يطرق بابهن احد والارامل والمطلقات فهناك من يتزوجهن للاحسان فقط


وقال انطونيو : وماذا عن التطرف الديني والارهاب الذي يقوم به بعض المسلمين ؟
ـ كما قلت انت هؤلاء المتطرفون وهم لا يمثلون الاسلام بشيء . ولا تنسى ان التطرف موجود في جميع الديانات .الم تسمع عن عمليات الارهاب التي قام بها بعض المسيحين في بلدانهم ..وهل هؤلاء يمثلون جميع المسيحين الجوب لا .
كما في الاسلام فانه حرم قتل النفس بغير حق ..وحافظ حقوق النفس وحق الاخرين في العيش .


فقال انطونيو : صدقت الارهاب لا وطن له ولا دين .
فقالت سارة وهي تنظر الى ماريو : هل اقتنعت الان  ، فالاسلام دين حب وسلام وأنا فخورة باسلامي 


فقال ماريو : اجل ..وقد بدأت اعجب بدينكم وعدك اني سأخصص وقتا لدراسته والتعمق في هذا الدين الجميل. وان لا أصدق كل مايردده الاعلام.
الأربعاء، 8 أغسطس 2012

اللعب الممنوع 6

تمكن الاثنان من الدخول الى المنزل ، وتسلل الى داخله ، وبخطوات حدرة حتى لا يلفتوا الانتباه .لكن ماريو صرخ مناديا سارة ، ووضع انطونيو يده في فم ماريو ليصمت وقال بصوت خافت : هل جننت  تريد ان تلفت الانباه الينا ..
اشار ماريو الى اريكة وقال : انه نائم ..
قال انطونيو وهو يتأمل وجه مورينو : اعتقد انه في سبات عميق . اظن سارة موجودة بتلك الغرفة ...
وبالفعل تمكنوا من اخراج سارة وغادروا المكان .
اما مورينو فقد افاق على صوت حارس الامن ، واخبره بما حصل ، فجن جنونه واشتد غضبه وصفع حارس الامن قائلا : سحقا لك ، تملك جثة الفيلة ولا تستطيع القضاء على مجموعة من الفئران ، اغرب عن وجهي ..
ودخل مورينو الى مكتبه ولم يجد القرص المدمج وقال بحنق : سحقا لهم من يكون هؤلاء الاوغاد ! وماغرضهم من القرص ، ياترى هل هي منظمة جديدة ؟ تريد الاستلاء على خططنا ،لكن لن ينجحوا ابدا . فاللعب مع الكبار ممنوع . الاغبياء اعتقدوا بانهم حصلوا على مايبغون لا يوجد في القرص الا الرموز والقليل من المعلومات...وضحك فجأة بخبث ، وواصل حديثه مع نفسه متسائلا : ترى من يكونون؟!.
التقت المجموعة في منزل انطونيو وفرحت سيلفيا وسعد لنجاح المهمة ، واخرج انطونيو القرص ووضعه على جهاز الكومبيوتر ، ووجدوا ان مورينو يتعامل احدهم يدعى كابالو ، يعمل في منظمة الصحة ، وكذا يملك شركة لصنع الادوية ، وفي القرص بها كلمات غير مفهومة . فقال سعد : ترى ماتعني هذه الكلمات : الطفيليات الجديدة ، الانهيار الاصفر ، وهذه الرسومات العجيبة . فقالت سيلفيا وهي مندهشة : انظر الى هذا الرسم هناك مرضى كثيرون وفوقهم رجل مخيف يحمل عصا اشبه بعصا الساحرات ، وفي وسط المرضى طفل رضيع وكبير الحجم ، ترى هل هي شفرات ورموز يتعاملون بها على ماأعتقد . علينا ان نفهم معناها .
قال ماريو وهو يمسك بفأرة الكومبيوتر : كل شيء له تفسير في عصرنا ، وذلك بفضل محرك البحث غوغل ، سأكتب تلك الكلمات لنجد معنى لها .
لكن لم يتمكن من العثور على شيء ، وقال انطونيو ضاحكا : اتعتقد انهم اغبياء ليستعملوا رموزا معروفة .
قالت سيلفيا وهي تسحب القرص من الجهاز : علينا ان نعرف من يكون كابالو هذا ، فهو يملك مفاتيح هذا اللغز ، فقال سعد : حسنا علينا  ان نفكر في خطة جديدة ، لننجح في مهمتنا .
وإفترقت المجموعة وكل فرد اتجه الى منزله .
وجد علي سعدا شارد الذهن وقال له وهو يفتح نوافذ الغرفة : مابالك  شارد الفكر هذه الايام ، اتفكر في امر المنظمة ام سيلفيا ؟!.
اما سعد فلم يجيب فقد كان غارقا فيا لتفكير ، واقترب منه علي ودفعه برفق قائلا : هيه اين سرحت هل تسمعني ؟
انتبه له اخيرا سعد وقال : سمعتك لكن بالي مشغول في ماعثرنا عليه البارحة .
ققال علي : عن ماذا عترثم ؟ ومن هؤلاء الذين معك ؟
فأخبره سعد بامر المجموعة وخطتها وعن المهمة التي قاموا بها البارحة . وعندما انتهى من حديثه ، حملق فيه علي باندهاش وقال : لا أصدق هذا اشبه ، بلعب الالكترونية ، الا تعتقد ان هذا مجرد وهم ، يعني تلك الرموز ماهي الا علامات لشركات كبرى اوما شابه ذلك !
فقال سعد وهو يشغل الحاسوب : لا اعتقد ذلك فنحن امام منظمة قذرة تتعامل بكل الوسائل .
ـ حسنا ، سأساعدكم  في مهمتكم ، وانت تعلم اني خبير في امور المعلومات الالكترونية ، ولا تنسى اني من الهاكر اي القراصنة المواقع .
ـ عظيم ، لكنك لم تخبرني عن هذا سابقا .فنحن سنكون في حاجة لك . خاصة ونحن عثرنا على اسم شركة شخص اسمه كابالو .
ضحك علي وقال : كابالو ، ياله منا إسم عجيب ، حسنا انا في الخدمة .
ـ شكرا علي .
وجدت سيلفيا ابوها جالسا في حديقة القصر وكان يقرأ الجريدة ويحتسي كوب قهوة
. اتجهت نحوه وحيته وقبلت جبينه وقال الاب بعد ان وضع الجريدة على الطاولة :اعتقد ايتها الماكرة تريدين شيئا .
ضحكت سيلفيا وقالت : لا انكر ذلك ، لكن ايضا اتيت لرؤيتك والاطمئنان عليك .
ـ اذا كيف حالك مع الدراسة ؟
ـ على احسن مايرام . نحن في سدد انجاز بحث اخر السنة
ـ حسنا اتمنى لك التوفيق . اعتقد انك وف تحتاجين لبعض النقود لبحوثك.
جرت سيلفيا كرسيا ناحيتها وجلست عليه وقالت مبتسمة : الحمد الله لدي مايكفي من المصروف ، لكن احتاج الى شيء واحد وهو مهم في بحثنا .
نظر اليها الاب بنظرات استفهام ، واكملت هي الحديث قائلة : احتاج الى سيارة .
قال الاب متعجبا : ماذا السيارة ، ألا يكفيك السيارة التي توصلك دائما اينما تردين
ابتسمت سيلفيا وقالت : تلك سيارة تكفي لراكبين او ثلاث ، انا احتاج لسيارة كبيرة لتنقلنا انا والمجموعة واحبذها من نوع ڤولسڤاكن
ـ انها من طراز قديم ، تدكرني بايام الشباب ..وما هوهذا البحث الذي يستدعي جلب مثل هذه السيارة ؟
سكتت برهة وقالت : عن ظاهرة طبيعية بيولوجية .
ضحك الاب وقال : متى كانت الصحافة تهتم بالامور البيولوجية ، ام انك غيرت الشعبة ولم تخبريني ؟!
ضحكت سيلفيا وقالت : لا  هذا الموضوع تهتم به الصحافة الدولية وانت تعلم ياأبي التغيرات البيئية التي حدثت مؤخرا وهذا يستدعي بحثا .
ـ حسنا هذا ذكاء منكم ...اتمنى لكم التوفيق ..والسيارة سوف احضرها لك قريبا .
ابتسمت وحضنت ابوها .
*************
بعد يومين احضر والد سيلفيا السيارة التي طلبتها ، وقفزت سيلفيا من الفرح ، وقادتها ذاهبة الى اصدقائها .
لم يصدق الجميع واخيرا لديهم وسيلة تنقل تسهل لهم المهام ، فقالت سارة : يالها من سيارة تصلح للمغامرات .
اما انطونيو فقد كان يحوم حول السيارة ويتفحصها فقال وكأنه خبير في عالم السيارات : انها من نوع ڤولسڤاكن اعشق هذا النوع وهي من طراز القديم ومن موضة الستينيتا والسبعينيات..
فقال ماريو ساخرا : الكل يعلم ذلك ، لا داعي لتتبجح علينا ..
فقام انطونيو ليضربه لكن سيلفيا منعتهم وقالت : يكفي انه يمزح معك ..ترى اين هو سعد ؟
فقالت سارة : لنتصل به
حملت سيلفيا هاتفها الخلوي وركبت رقم سعد واتصلت به .
اما سارة فكانت تضحك لمنظر انطونيو وماريو يتجادلان حول السيارة ...وقالت : يكفي هذا ،، هذه عادتكما دائما ،، تتجادلان وتتعاركن على لا شيء.
بعد ان انهت سيلفيا المكالمة قالت : حسنا لقد اتصلت بسعد ، وهو مشغول حاليا .

الخميس، 19 يوليو 2012

اللعب الممنوع 5

وفي منزل انطوينو ، التقت المجموعة وكان سعد بصحبة سيلفيا التي قدمته للمجموعة قائلة : هذا هو صديقنا الجديد سعد . وبعد ان اخبرته عن اسماء كل فرد من المجموعة . فقال انطونيو : نحن سعداء بإنضمامك إلينا .
قال سعد وهو يعدك جلسته : شكرا انطونيو .انا بدوري سعيد بالتعرف اليكم والانضمام لكم .. لأن امر بحثكم يهمني ، خاصة لها علاقة بتلك المنظمة الخبيثة ، وأتمنى ان اكون حسن ظنكم .

  حملت سيلفيا قلما وهي تستعد لشرح اهم مراحل المهمة ؛ وقالت وهي تنظر اليهم جميعا بحماس غامر : مهمتنا الاولى التسلل الى منزل المدعو مورينو ، فلديه اسرار على جهاز الكومبيوتر الخاصة به ، ونحاول نسخ محتوياته ، لكن الاشكال في كيفية الدخول الى داخل المنزل ، علما بوجود حارس امن خاص لمورينو ، هل لديكم اقتراح او خطة ما ؟
قال ماريو مجيبا : اذا كانت العوائق موجودة في ذلك المنزل ، فلا داعي للتفكير في التسلل إليه ، والاكتفاء بالبحث عن مصدر اخر للمعلومات .
نظر اليه انطونيو بسخرية وقال : كلامك دائما يبعث عن السخرية ، الا تدري ان المدعو مورينو يملك بعض الاسرار التي ستكون مهمة في بحثنا وتساعدنا على كشف جزيئات خططهم ، وعوض ان تفكر في حل ، تحاول تسد علينا باب الامل كعادتك .
فقال ماريو بغضب : انا قلت فيما اعتقده ولي كامل الحرية في ابداء رأي في المسألة .
اراد انطونيو ان يسخر منه مرة اخرى ، لكن سعد بادر بالحديث قائلا : حسنا لا داعي للشجار ، اعتقد ان لدي خطة أتمنى ان توافقوا عليها .
وتوقف برهة ينظر الى سارة وواصل كلامه قائلا : لكن الامر راجع لك ياسارة .
لم تفهم سارة وزملائها ماقصده بكلامه  ، لكنه اتم حديثه قائلا : كما قالت سيلفيا المنزل محاط بحارس وان لم ابالغ يمكن ان تكون به وسائل انذار . اذا لم يتبقى لنا سوى ان نستعين بسارة ، لتفتن مورينو ، فكما اخبرتني سيلفيا انه يحب النساء ولا يرفضن لهن طلبا ، ونقطة ضعفه الان واضحة وهي المرأة الجميلة ..
قاطعته سيلفيا : لكن مورينو لن يقع في نفس الخطأ لقد حاولت سابقا وفشلت .
نظر سعد لسارة وسيلفيا وقال : كما قلت نجاح هذه المهمة عائد لسارة ، ومورينو يبقى رجلا محبا للشهوات ويضعف امام اي اغراء ، وامثاله لا يتعظون ابدا ...
وتسألت سارة قائلة : وكيف سوف اقوم بالمهمة وان لا أحسن القيام بتلك الادوار .
قال سعد مبتسما : ستلبسين شخصية بنات الليل
قاطعته سارة بعصبية : ماذا ان اكون من بنات الليل لا هذا لا اقبك به ابدا .
فقال سعد وهو يطمئنها : انها مجرد ثمتيلية ، ولا تخافي لن يقع لك مكروه ، سوف امنح لك عقار لتنويم سيساعدك في اجتياز المهمة بسهولة ، فكر في الامر .
صمتت سارة برهة وقالت : حسنا ان  اعلم ان الامر صعب لكن لاجل نجاح مهمتنا لابد ان ان احاول.
وقال انطونيو : انا واثق بنجاحك ياسارة . ولا تخافي سنراقبك انا ومارينو من بعيد . ونتدخل إن حصل لك مكروه .
شكرته سارة وذهبت مع سيلفيا تعلمها تقنيات الخطة وكيف توهم مورينو بناها بنت من بنات الليل ..وارتدت سارة ملابس فاتنة ابرزت انوثتها نوعاما ..
وتوجهت الى امام احد كازينوهات  المدينة ، حيث اعتاد مورينو السهر فيها ، وبالفعل خرج من الكازينو ثملا ، وقامت سارة تمشي امامه بغنج . ووقع نظر مورينو عليها وتبع خطواتها وهو يغازلها ، فقال : هيه ايتها الفاتنة تعالي معي نقضي وقتا ممتعا في المنزل .

وكان انطونيو وماريو يراقبنها  عن بعد ، فقال ماريو : ياه انظر لجمال سارة ..وهل ستنجح في مهمتها ؟
فقال انطونيو وهو يتابع مراقبة الوضع : ارجوا ان تصمت ونا لا يصيبنا النحس من جراء تشاؤمك .
اما سارة فلقد وقفت لمورينو وقالت بغنج : حسنا ..لكن اتمنى ان يكون المقابل كبيرا .
قفال مرينو يتأمل جمالها : كل ماتريدينه ايتها الجميلة . حسنا لنمتطي سيارتي انها هنا من القرب من المكان ...وخطوا خطوات قليلة وركبا السيارة.
اما ماريو فقد قفز من مكانه وقال بغضب : يالمعتوهة لقد ركبت معه ، لقد خدعها بكلامه وماله.
ونظر انطونيو اليه متعجبا ، لم يفهم ماأصاب صديقه وقال : اعتقد انك فقدت عقلك ،  ايها المعتوه  انها تمثل ، هل نسيت الخطة
ـ انا لم انسى ، لكن اخاف عليها من استغلاله لها ، انها طيبة وسادجة .
ـ بل انت السادج ، اصمت ايها الاخرق ، والا ضربت رأسك .
ـ حسنا علينا ان نتبعهما ، لنركب درجتك النارية هيا بسرعة.
وركبا الدراجة النارية ، وتبع سير السيارة ، حتى اقترب من منزل مورينو . خرجت سارة من السيارة مع مورينو ودخلا المنزل بعد ان حيوا حارس الامن القوي الجسم . كانت سارة مرتعبة وحاولت اخفاء شعورها . وقال مورينو وهو يتمايل في مشيته : حسنا هذا هو منزلي ، انه فخم وانيق ، اليس كذلك ؟
وقالت وهو يتظاهر بالاعجاب : واو انها فخم للغاية .
واقترب منها محاولا تقبيلها ، لكن ابعدته قائلة : حسنا لنشرب اولا .
فقال وهو يضحك : يالك من فتاة . حسنا لنشرب ، سأقوم بإحضار زجاجة الخمر .
فقاطعته سارة قائلة : لا عليك سأجلبها بنفسي ، ارتح انت . لكن ارني اين المطبخ ؟
واشار الى امامه قائلا : انها هناك امامك .يالك من فتاة مؤدبة .
ودخلت المطبخ وفتحت الثلاجة وقامت بسكب السائل المنوم في الكأس ومن بعده الخمر . وقالت : ايها الملعون تريد ان اشرب  ماحرمه الله .
واتجهت نحوه فوجدته يغط في نوم عميق وقالت : حسنا فعلت ...اخاف ان يستيقظ فجأة استبعد ذلك انه ثمل جدا . ووضعت الكأس في الطاولة ، وبدأت تبحث في مكتبه  حيث وضع جهاز الكومبيوتر الخاص به ، واشعلته تبحث في ملفاته ، لكن تفاجأت باحتوائها لكلمات السر ،وضربت المكتب بيدها بغضب ، وقالت سحقا  ياترى مالعمل الان ؟
وبدأت تفتش في ادراج مكتبه ، فوجدت نسخة لملفاته عليها نفس الاسم الذي وضعه في الملفات الموجودة في الكومبيوتر ، ووجدت كذلك قرصا مكتوب عليه سري ، لكن احست بيد وضعت  على كتفها ، وارتعبت ، انه مورينو الذي صاح غاضبا : مالذي تفعلينه هنا ؟
لكن بذكاء لم تنسى اخفاء القرصين ، وبسرعة دفعت مورينو الذي سقط على الارض ، وحاولت الهروب ، لكنه امسك برجلها وبقوة ، واسقطها على الارض ، وانقض حولها ، وصفعها ، وامسكت يده وعضته وصرخ ، لكن رغم سكره ، فقد تحكم في الامساك بها وحاولت التخلص منه ، غير انه لكمها بقوة لم تستطيع خلالها الحراك ، وخرج  من الغرفة وقام باغلق بابها بالمفتاح ، وسقط على الاريكة وتمتم بكلمات غير مفهومة ، غلبه النعاس .
اما سارة فلقد قامت من مكانها وحاولت فتح الباب وتأكدت انه مقفل بالمفتاح ، ولحسن حظها ، ان الهاتف النقال معها ، واتصلت بانطونيو قائلة : انطونيو تعالى ساعداني ، لقد اكتشف اللعين امري ، وقام بحجزي في غرفته ، ولا تنسي انه ثمل .
فقال انطونيو : حسنا لا تخافي نحن هنا سوف نأتي للمساعدة .
قال انطونيو لماريو وهو يفكر : لقد اكتشف الخبيث امرها .
لم يتمالك ماريو نفسه وقال بارتياع : ماذا تقول كشف امرها .
يإلاهي ، هذا ما توقعته ، ياللمسكينة ، ليتني منعتها .
قال انطونيو : اصمت ايها المجنون ، لدي خطة ، سوف نتشاجر امام حارس الامن ونستغل اقترابه منا ونباغته بضربة تقضي عليه ، لنتمكن من الدخول الى المنزل .
ـ لكن سيكتشف امرنا وسيقتلنا الوغد
لم ينتظر انطونيو اتمام حديثه وجره بقوة وقال : هيا بنا نتحرك سوف تفقدني الصواب .
وخطوا خطوات امام الحارس وتظاهر بالشجار فيما بينهما ، وبدأ العراك ، ولكم ماريو انطونيو بقوة وقال انطونيو بصوت خافت : ايها الاحمق اننا نمثل ، لقد ألمتني . انه يقترب امامنا عند الاشارة نهجم عليه .
واقترب الحارس منهما وقال بصوت مرتفع : هيه انتما توفقوا عن الشجار او ابتعد من هنا .
وتظاهر بعدم الاصغاء اليه ، وبمجرد ان اقترب منهما ، لكمه انطونيو لكمة مفاجئة وقوية ، وركل ماريو بقدمه بطن الحارس ، الذي سقط مغمى عليه .
الخميس، 23 يونيو 2011

اللعب الممنوع4

بدى للسيلفيا ومجموعتها ان من المستحيل العثور على موضوع لم يسبق تداوله ، فكل المواضيع الصحافية وحتى البحوث تم انشاؤها قبلا وليس هناك سوى اعادتها بصيغة اخرى وبأحداث مغايرة ، الا ان سيلفيا لم تستسلم ولم تقتنع بتلك الخطة بل واصلت البحث والتفكير ، الى ان رن هتافها النقال فجأة وكان المتصل سعد ، اراد التقاء بها ، وبالفعل دعها لتناول العشاء في مطعم جميل الصنع ، حسن الضيافة ، والتقت به هناك ، رحب بها قائلا : ياه يالها من مدة لم اراك فيها ، اين اختفيت ؟.
نظرت اليه ضاحكة : لكنني اراك شبه يوميا في صفحة الفيسبوك ، الا يكفيك هذا.
ابتسم قائلا : لديك الحق ، لكن اردت رؤيتك بالفعل وتملي بطلعتك الجميلة وابتسامتك الحلوة.
قالت وهي تداري خجلها لعبارات اطراءه : شكرا على كلامك الجميل . اراك تدون يومياتك في صفحتك وموثقة بصور انها فكرة جيدة.
اقترب منهم النادل ووضع الاطباق على الطاولة وقال سعد وهو يتأملها : الان دعوتك للعشاء وهذا الطعام ايطالي لكن في المرة القادمة سادعوك لمطعم عربي وتتدوقين اطعمة بنكهة عربية وؤكد لك انك لم تتدوق مثلها من قبل.
ابتسمت سيلفيا وقالت : اعتقدها لذيذة فلقد شاهدت في الفيسبوك صور لأطعمة عربية ومن خلال شكلها تبين انها طيبة المذاق.
ـ ياه ان الفيسبوك يلعب دورا في التعريف بثقافات الغير ، وتقريب المسافات ، حقا اصبحنا نعيش في قرية واحدة
ـ صدقت . ولا تنسى ان بواسطتها تمت الاطاحة بأقوى الانظمة في عالمكم العربي ، فلقد تغلبت الشعوب العربية من خوفها ، وطالبت بحقوقها المهدورة ، ولا انكر اننا اقصد نحن الايطالين نعيش في بحبوحة مقارنة بكم ، الا اننا بدورنا نعاني من تأزم مؤخرا في الاوضاع الاقتصادية ، ورئيسنا غارق في ملذاته ومراهقته المتأخرة مع الفتيات القاصرات.
ضحك سعد وقال : ياله من رئيس ، قد تحتاجون لثورة مثلنا ، فلقد اصبحنا نلهم الشعوب الاخرى كاسبانيا والمكسيك ، الا انني الاحط انن نعيش في خيوط مفتعلة عالميا لأخدنا نحو منعطف اخر من التاريخ ، ان الثورات التي انطلقت من طرف الشعب ُيخاف عليها من استغلالها من اناس لاتهمهم مصلحة الشعب والركب عليها لتولي السلط ، فثورتنا لم تنطلق من توجه فكري ولم تؤطر من طرف المفكرين الثورين ، بل من طرف شباب غير مكون فكريا ، وهذا مايجعل كبار المحليلين يخافون من فشلها.
ـ لديك الحق فيما تقوله ، لكن الشباب خرج ليعلن للعالم ان زمان الخوف ولى ، وحتى وان لم يكونوا مؤطرين الا انهم متشبعين بفكر الحرية كما نادى بها كل الثوار وخاصة تشي غيفارا.
ـ ياه ذلك الرجل العظيم ، نعم تشي ملهم الشباب مايعجبوني فيه سعة اطلاعه فهو ناهم للكتب ومفكر وثوري ، وكان تعلم ان هناك ديكتاتورية عالمية قادمة تحاول السيطرة على العالم ، اه نسيت اتدرين لقد اصبح امر المنظمة السرية تشغل تفكيري ، واجج فيا فكرة البحث عنها والكشف عن خيوطها.
وسرحت سيلفيا بفكرها برهة ، وقالت وكأنها على شيء ثمين : واخيرا وجدتها ، اشكرك على هذا اللقاء ، فلولاك لبقير افكر بلا جدوى.
لم يفهم سعد كلامها المبهم ، وقاطعها : على اي شىء تتكلمين ولما تشكريني؟
وحكت له عن البحث الدراسي وقالت : فحديتك عن المنظمة السرية وتلك الحادثة التي نسيتها ولا ادري كيف لم افكر في امرها ، لدى قررت انجاز موضوع صحافي حول تلك المنظمة ، ومكافأة لك ستكون هذه الدعوى على حسابي.
اعترض سعد قائلا : لا لن اقبل بهذا ، انا دعوتك ولا يجوز ان تدفعي الحساب .
ـ لا تقلق اعتبرها مكافأة ونحن اصدقاء
ـ قلت لا مكافئتي هي الانضمام لكم ، اعتبريني مساعد خارجي وساساعدكم
ـ هي اذا تستحق مكافأة اخرى لانك ستساعدنا .وضحكت وتابعت الحديث : حسنا انا موافقة وساخبر المجموعة.
ابتسم وقال : هيا نتناول العشاء لقد نسينا امره.
وعند خروجهما من المطعم ودعها سعد وقال : انا متأكد اننا سننجح في كشف خيوط الشر والله معنا.
وفي اليوم الموالي لطرح الافكار ، اجتمعت سلفيا باصدقائها في المكتب ، وجلس الجميع يستمع لسيلفيا التي ابانت ملامحها عن حماس ونشاط ، وقالت متسائلة : هل عترثم عن موضوع او فكرة؟
سكت الجميع فنطق ماريو قائلا : لأسف فكرت حتى أعياني التفكير ، ولم اجد سوى فكرة تقرير حول المافيا ، وأعلم انها فكرة مكررة.
نظر انطونيو الى ماريو وقال ساخرا : اهذا كل ماوجدته المافيا ، نمت طويلا وجئت تقول وبكل بساطة المافيا ولأننا من ايطاليا المعروفة بالعصابات المافيا طرحتها بدون فكر يالمخك المعتوه.
ضحكت سيلفيا وسارة، اما ماريو فقد احمر وجهه وقال غضب : وانت ايها البطل المفكر ، اتعتقد نفسك فالحا اريني ماذا وجدت؟
ابتسم انطونيو وقال بثقة عالية : اقترح موضوع الفتيات القاصرات...
قطع ضحك ماريو حديثه ، فقال ماريو متهكما : ماذا اعد ماقلت الفتيات القاصرات ياله من اقتراح ، كنت تنتقد اقراحي ، واقتراحك اغبى اقتراح.
ضرب انطونيو رأس ماريو وقال : لم اكمل حديثي بعد ايها الغبي تعلم الا تنتقد حتى يكمل الاخرين مايودن قوله ، انا قصدت تقرير حول استغلال فتيات قاصرات من طرف شبكات للدعارة ، ونحن نعلم ان هناك مسؤولين متورطين في مثل هذه الممارسات ، ونريد الكشف عن من يدعمها ولماذا؟.
صمت الجميع برهة ، وقالت سارة : اقتراحك جيد واظن ان هناك علاقة بما فكرت فيه ، لأني شاهدت برنامجا وثائقيا حول الماسونية وفكرت لما نجعله موضوع بحثنا؟.
وتدخلت سيلفيا قائلة : فكرتكما رائعة وفكرة ساره شبيهة بفكرتي بل وهناك ترابط بينها ، فانا بدوري اقترح موضوع عن المنظمة السرية تخطط لمشروع خفي واعتقد ان لها صلة بالماسونية والمنظمات اخرى او فرع منها.
وحكت سيلفيا عما وقع لها مع المنظمة ، وبعدها وافق الجميع على اقتراح إقتراحها، كما وافقوا على انضمام سعد للمجموعة كمساعد خارجي ، فقالت سيلفيا بعد ان خطت مراحل البحث على الورقة : لقد كتبت مراحل البحث ، واعلم ان المهمة خطيرة وصعبة ، ولذا سنلتقي بسعد ؛ ونخطط لأولى مراحل المهمة.
الخميس، 16 يونيو 2011

اللعب الممنوع 3

رغما مرور أيام كثيرة على الحادث ، لم يستطيع سعد نسيان ماروته له سيلفيا عن المنظمة السرية التي تحاول تنفيذ خططا خبيثة لأجل التحكم في العالم . أما سيلفيا فعادت الى دراستها وحاولت تناسي امر الحادث والمغامرة الخطيرة التي حاولت تنفيذها ، ذات يوم وفي المعهد الدولي للصحافة ، قررت لجنة الاساتذة فرض على طلاب انجاز بحث صحافي يضم تقرير عن موضع هام بموجبه يتمكنون من تقيم مستواهم العملي والحصول على دبلوم بميزة جيدة ، وبدأ الطلاب بخلق مجموعات لتدارس امر البحث ، وإختارت سيلفيا اصدقاءها المفضلين في المعهد ؛ واجتمعوا في مكتب المعهد وكانوا سيلفيا وماريو وهو شاب ضخم نوعا ما تبدوا على ملامحه اثار من الحيرة ممزوج بنوع من الحذر او الخوف ، وانطونيو شاب طويل القامة يلبس نظارة طبية ، وسارة من اصول عربية ولدت بايطاليا ، قالت سيلفيا وهي تعد اوراقها : لقد اعطيت للاستاذة اسماء مجموعتنا ، واتمنى ان نحقق المطلوب ونتعاون لبلوغ النجاح في بحثنا الصحافي ، لكن الاشكالية مالموضوع او التقرير الذي سننجزه ؟
فقال ماريو مقاطعا حديثها : لا تنسي امر الصور وقد سمحوا لنا باستعمال كاميرا كاختيار جيد ، اعتقد انها ستصبح مهمة صحافية شاقة !. اتجه بصر سيلفيا نحو ساره وانطونيو قائلة : وماذا عنكما هل لديكما اقتراح او استفسار ؟
وابتسم انطونيو قائلا : اقتراحي هو أن لا يتهور احدكما في كتابة عن ماسننجزه في صفحته الخاصة في الموقع الاجتماعي فيسبوك.
ابتسم الجميع فقالت سارة وهي تخط شيأ على ورقة : المهمة ليست بصعبة لكن علينا اختيار سبقا صحافيا ، فأعتقد ان الاغلبية ستختار مواضيع مكررة ، او سمع بها الجميع قبلا
قطعها انطونيو : اجل لديك الحق علينا ان ننجز سبقا صحافيا لم يطرح في المعهد من قبل.


فقالت سيلفيا وهي تجمع اوراقها : حسنا سنمنح لانفسنا ثلاثة ايام من اجل التفكير في موضوع ما او مهمة لننجز بها تقريرنا وتذكروا تقريرا جديدا لم يسبق ان تم انجازه.
غادر الجميع المكتبة ، ورجعت سيلفيا الى المنزل ودخلت الى غرفتها ، واشعلت جهاز الكومبيوتر الخاص بها ، وفتحت الموقع الاجتماعي فيسبوك ، ووجدت الكثير من التعليقات حول صورها وكذا ماكتبته من كلمات ومواضيع وفيديوهات ، ووجدت رسالة خاصة من سعد قرأتها ، كان يطمئن عليها ، ويسأل عن احوالها ، ودخلت الى صفحته ووجدت صورة له كانت مضحكة ، التقطت له ورب العمل يصرخ في وجهه وهو عير مكثرت يقوم بحركة بهلونية بوجهه ، وضحكت وقالت : ياله من مجنون ، كيف صور تلك اللقطة الم يلاحظه رب العمل ، ليكون الله في عونك يا سعد يبدوا ابك تمر اوقات عصيبة معه. وكتبت تعليقا ظريفا حول الصورة ، وبعد ذلك اغلقت صفحتها واتجهت الى مائدة الغذاء حيث ينتظرها والدها.
اما سعد فبعد ان اكمل عمله رجع الى المنزل وصادف زوجة عمه تحمل طبقا ، فقال مازحا : يبدوا من رائحة الطبق اننا سنأكل اكلة شهية ، من يد طباخة رقم واحد في ايطاليا.
ابتسمت زوجة عمه وقالت : لقد اعددت لكم هذا الطبق اللذيذ ، لكن لاتبالغ فانا لست طباخة الاولى في ايطاليا لكن رقم واحد في المنزل.
ضحك سعد وقال : اضمن لك ذلك فنحن لانحسن الطبخ نهائيا ، لكن اين عمي وعلي ؟
ـ ان علي في غرفته وعمك يشاهد التلفاز نادي عليهما اعتقد انكم جائعون.
ـ حسنا سأنادي عليهما.
اجتمعت الاسرة حول المائدة ، وبدأوا في الاكل ، وقال عمه موجه الكلام الى سعد: كيف احوال العمل يا سعد وهل اعجب السيد توماس بعملك ؟
ابتسم سعد وقال ويقظم طرفا من اللحم : الحصول على اعجاب السيد توماس من سابع المستحيلات ، فهو لايعجبه العجب دائم الانتقاد وان حصل ومدحك فتأكد ان عاصفة من النقد ستتبعها.
ضحك الجميع وقال علي : اه نسيت لم تخبرني عن سر تلك الحقيبة النسوية التي حملتها معك ذلك اليوم ؟
استغرب عمه وزوجته وبهت سعد ونظر الى سعد كأنه يعاتبه وقال : انها حقيبة مريحة افضلها عن حقائب الرجال.
ونظروا اليه بغرابة فقال ضاحكا : هل صدقتم الامر كنت امزح ، في الحقيقة كنت وجدتها في الشارع وجدت بداخلها اوراق ، فحملتها معي ووضعتها في مركز الشرطة لعلهم يجدون صاحبتها.
فقالت زوجة عمه : حسنا فعلت يابني.
عند انتهائهم من الاكل ، رجع سعد وعلي الى غرفتهما ، فقال سعد غاضبا : الم تستطيع اخفاء امر الحقيبة ، لماذا سألتني امام عمي ؟
استغرب علي لإنفعاله وقال : انه امر عادي ، وهل سرقت الحقيبة حتى تنفعل هكذا اعتقد انك تخفي امر ما اخبرني مالامر ؟
ـ حسنا انا اسف اعتقد اني بالغت في الامر ،
ـ لا انفعالك يوضح انك تخفي امر ما ن الا تثق بي وتأكد ان لن افشي اسرارك.
فأخبره سعد بالقصة ، فقال علي مندهشا : واو يالها من قصة وهل اصبحت الفتاة صديقتك ؟ اعتقد انها جميلة يالك من محظوظ.
ـ لا تذهب بخيالك بعيدا ، فنحن مجرد اصدقاء لا غير
ـ لا تخفي لي اعجابك بها هذا واضح
ـ يالك من معتوه ، انا افكر في امر تلك المنظمة لم استطيع ان انسى ماأخبرتني عنهم سيلفيا، انهم يخططون لامر ما
ـ دعك من المنظمات هل انت سوبرمان ! ذلك من اختصاص الشرطة ، وحدثني عن سيلفيا
وامسك سعد بوسادة امامه وضرب بها رأس علي قائلا : يالك من ماكر ، احدثك عن اللمنظمة وانت تتكلم عن سيلفيا خذ.
والقى وسادة تانية عليه وبدأ يتعاركان بالوسائد كالاطفال.
الخميس، 9 يونيو 2011

اللعب الممنوع 2

قالت الفتاة وهي تنظر الى هاتفها النقال وتدير ارقامها كأنها تكتب رسالة :" إنه مجرد لص اراد اذائي ، عليا مغادرة المكان الان ، اشكرك مرة تانية انك بالفعل شخص شهم .ً بمجرد ان اكملت كلمها ظهرت سيارة فخمة سوداء اللون ، ركبت فيها وودعته بابتسامة ، وقف سعد ولم يفهم شيئا وتسأل مع نفسه ً من تكون تلك الفتاة ، وماعلاقتها بتلك السيارة الفاخرة ، اه يالغبائي نسيت ان اسئلها عن اسمها وعن رقم هاتفها ً. واذ به يلاحظ حقيبة مرمية بجانب الحائط وقام بأخدها قائلا : "اعتقد بأنها حقيبتها لقد نسيت اخذها بفعل استعجالها ". غادر سعد المكان حاملا معه الحقيبة اليدوية متجها لمنزل.
لم ينم الليل كله فلقد ظل يفكر في الفتاة وفي الحادثة . وتذكر الحقيبة وقام بفتحها ، ووجد بطاقتها الشخصية فقال يحدث نفسه " اسمها سيلفيا طالبة بمعهد الصحافة الدولي ، اه عنوان اقامتها مكتوب على البطاقة ، حسنا غدا بإذن الله سأدهب لأعيد لها حقيبتها".
في الصباح الباكر وقد صادف ذلك يوم عطلته ، قام نشيطا وحمل معه الحقيبة اليد النسوية ، بيده وراءه ابن عمه وشاهده يحمل الحقيبة ، فضحك قائلا : متى كنت تحمل حقائب النساء ! .هل انت مجنون ام ماذا؟.
ضحك سعد وقال مازحا : كما ترى لقد استيقظت هذا الصباح مجنونا ، انتبه حتى لا تصيبك العدوى."
وفتح باب الخروج والتفت الى ابن عمه قائلا : عندما اعود سأحكي لك عن سر الحقيبة ". وغادر المنزل امام اندهاش ابن عمه.
ركب سعد دراجته الهوائية ، وقطع الشورع الفخمة ولاحظ ان العنوان يؤدي الى منطقة لا يسكن بها سوى الطبقة الاستقراطية ، ووقف امام منزل فخم بل هو اشبه بقصر ملكي ،لم يصدق العنوان هو هذا القصر الجميل ، اقترب اكثر من المكان وكان هناك باب اشبه بسياج خرج منه رجل بزي حارس الامن فقال لسعد : " ماذا تريد ايها الشاب ؟ ". اجاب سعد : " هل السيدة سيلفيا موجودة بالداخل ؟ ". نظر اليه حارس الامن نظرة تفحص وقال : " اجل وماذا تريد منها ؟."
ـ اريدها في امر مهم ، ارجوا ان تنادي عليها من فضلك.
ـ لكن مالذي تحمله معك ؟ انها حقيبة للنساء دعني افتشها.
ـ لاداعي لذلك انها حقيبة سيلفيا لقد وجدتها في الشارع ارجوك نادي عليها".
وقبل ان يكمل كلامه رأى فتاة قادمة من المنزل الفخم وكانت الرياح تداعب شعرها الاسود الجميل والابتسامة على ثغرها ، واقتربت منهما وحياها حارس الامن قائلا : هذا الشاب يدعي ان تلك الحقيبة بيده لك ؟! " . فقالت الفتاة للحارس : حسنا انصرف انت لعملك ودعنا لوحدنا ". وانصرف حارس الامن ، اما سعد فوقف مندهشا لم يفهم شيئا ، فقالت الفتاة : ياه قطعت كل تلك المسافة لتحضر لي الحقيبة ! ". وافاق سعد من اندهاشه : حسنا ان لم اعود افهم شيئا ، انا جئت ابحث عن فتاة اسمها سيلفيا انها بمثل جمالك وقامتك لكنها بشعر اصفر هل هي اختك او ابن عمتك او ماشابه أم اني اخطأت في العنوان؟".
ضحكت الفتاة : لا لم تخطيء في العنوان وانا لست باختها ولا حتى ماشابه ذلك ، بل انا هي سيلفيا نفسها ."
نظر اليها متفحصا :لاأنكر الشبه الذي بينكما خاصة في عيناك لكن هل تمزحين معي؟
ـ انا لاأمزح معك ان لم تصدق انظر الى الصورة على بطاقتي .
اخرج بطاقتها ودقق في الصورة ونظر اليها قائلا : بالفعل انها انت ، لم الاحظ صورتك على البطاقة ، لكن سيلفيا البارحة كانت بشعر اصفر ولون عيناها مختلف انا لم افهم شيئا؟
ضحكت سيلفيا قائلة : انا هي سيلفيا ارجو ان تدخل معي للمنزل ومن بعدها ساخبرك بالسر ، لكن ... " وصمتت بغةً ، ونظر اليها سعد بتعجب مستفسرا : لكن ماذا ؟.
نظرت الى الارض وكأنها تبحث عن شيء وقالت : ارجوا ان توافقني فيما قلته لوالدي لقد اخبرته ان البارحة تعرضت لهجوم كلب شرس وقمت بانقادي منه ونسيت الحقيبة بفعل الخوف.
ضحك سعد وقال : حقا انه كلب شرس ولا يحترم الفتيات الجميلات
ابتسمت قائلة : انا لاأمزح ، اذا علم والدي بحقيقة الامر سيخاف عليا كثيرا وسيتشدد في مراقبتي يتتبع خطواتي خوفا علي من اي شيء وانا لاأريد ان اعيش تحت المراقبة هل فهمت ؟
ـ فهمت
ـ شكرا ، اعلم انك تتعجب للامر فانا ابنة رجل اعمال ومسؤول سياسي شهير هنا في ايطاليا ووالدي يخاف علي كثيرا بالمناسبة نسيت ان اسألك عن اسمك؟
ـ انا اسمي سعد ومن بلد عربي قدمت الى هنا من اجل العمل وانا اقطن حاليا مع عمي
ـ حسنا يشرفني التعرف بشاب عربي شهم مثلك لكن هي بنا ندخل فوالدي بالداخل جالس يقرأ الجريدة.
دخل سعد مع سيلفيا وجد ان المكان جميل جدا فهناك ازهار جميلة تحيط بالمكان ومسبح بديع الشكل وكأنه في حلم ، لم يحلم يوما بدخول الى قصر فخم ولا حتى التعرف بفتاة جميلة وابنة رجل اعمال وسياسي يا سلام اهو في حلم ، شارت سيلفيا لسعد بالدخول فوجد قاعة فسيحة مزخرفة بطريقة عربية واخبرته سيلفيا باعجاب والدها بالفن العربي خاصة الزخرفة العربية ، قدمت سيلفيا سعد لوالدها فوجده رجل مهاب ابيض الشعر فصيح اللسان ذو ثقافة عالية ، وشرب معهم القهوة واراد والدها ان يكافئها بمنح نقودا لكن سعد رفض ذلك فهو لا يقدم المساعدة وفعل الخير من اجل المال ، مما زاد اعجاب سيلفيا به وبخصاله العربية الشهمة التي قل مثلها في ايطاليا ، وودع والدها وخرج برفقة سيلفيا وعندما اراد توديعها طلب منها ان تمنح له رقم هاتفها وعنوانها الالكتروني وتبادل الارقام الهواتف والعناوين الالكترونية .ورجع سعد الى المنزل فرحا يغني ولا يأبه لأي شيء.
مع مرور الايام تعرف سعد اكثر بسيلفيا بفضل العنوان الالكتروني واصبح صديقها المفضل مما لمست فيه من روح الدعابة والاخلاق العالية ، لكن سعد كان يريد معرفة ماتخفيه من اسرار ، وخاصة لماذا غيرت من لون شعرها وملامحها يوم الحادث واستغل موعده لقاءه بها وبالفعل التقى بها وذهب الى متحف الايطالي الزاخر باللوحات والثماتيل الفنية القديمة وابدى سعد اعجابه بلوحات الفينة خاصة ً اعمال دافنتشي الفنية ، فقال وهو يتأمل احد تلك اللوحات : اتدرين يا سيلفيا انا جد معجب بهذا الفنان اقصد دافنتشي ، انه فنان متعدد الابداع والموهبة بل هو فريد زمانه.
ابتسمت سيلفيا وقالت : وانا كذلك معجبة بفنه الراقي ، ونادر مانجد فنان متعدد الموهبة ودافنتشي حيّر النقاد والعلماء مما يمتاز به لوحاته واعماله من الغموض .
نظر اليها سعد وابتسم قائلا : كما تحملين غموضا واسرار خاصة بك". .
بهتت من كلامه وقالت متعجبة : ماذ تعني من كلامك ؟!". اعتدل في وقفته ونظر الى لوحة موناليزا وقال : اعني لم تخبرني عن ذلك الرجل الذي حاول قتلك ، وانا لست مقتنعا بكونه مجرد لص فلصوص لا يتبعون ضحاياهم من أجل القتل."
ارتبكت نوعا ما ونظرت اليه قائلة : حسنا سأخبرك بالسر واتمنى ان يبقى بيننا وانا واثقة من حفظك للاسرار مما لمسته فيك من نبل اخلاقك.
احمر وجهه وابتسم : شكرا على كلامك الجميل لي وكني متأكدة ان اسرارك محفوظة.
ـ حسنا قبل ان اخبرك علينا اولا ان ندهب الى المتنزه العمومي.
وبالفعل خرجا من المتحف وتوجه الى المتنزه وجلس على احد كراسي المتنزه واختارا مكان منعزلا عن باقي كراسي المتنزه ، وبدأت سيلفيا الكلام قائلة : "بدأت القصة عندما عدت من المعهد فدخلت الى المنزل ، وعندما مررت بجانب مكتب ابي ، وكان باب مكتبه مغلقا سمعته يتكلم بصوت عالي وبعصبية ، ودفعني الفضول لأستطلع عن الامر ، وابصرته من خلال ثقب الباب وهو يكلم رجلا انيق الهندام ، وسمعت والدي يقول له : "لا لن اسمح لكم بحدوث هذا ، ولن اساهم بأي شيء." ، ولكن الرجل قال بصوت صارم : الامر لك ستربح معنا ثروة مهمة ، وستحقق مالم تكون تحلم به ، ولقد اختارنك من اجل قوة نفوذك ، وثروتك ، لكنك عنيد وقد اعتقدت انك تحب المجد والمال اكثر من اي شيء اخر.
فضحك والدي وقال : لقد اخطأت العنوان ، والمال مهم في حياتنا لكن ليس كل شيء ، ولن افعل شيء على حساب اخلاقي ومبادئي.
ضحك الرجل بهستيريرية قائلا : الاخلاق يالك من رجل منافق ، حسنا هناك غيرك مستعد لأي طلب منا مقابل المجد ، لكن تأكد كل ماأخبرتك به يبقى محفوظا والا سيكون مصيرك او بالاحرى مصير عائلتك في خطر واياك واللعب بالنار.
وبدأ الشرر يتطاير من عيناي والدي وصاح بغضب : اخرج من هنا ايها اللعين هيا.
ومجرد ان نطق بتلك الكلمات ابتعدت عن الغرفة ، وخرج الرجل ، ورجعت ودخلت على ابي ووجدته جالسا على الكرسي يمسح عرقه ، وبغت من دخولي المفاجيء ، وصاح بإنفعال : الم يكن الافضل ان تستأدني عند الدخول". وباغته في الحديث عن الرجل الزائر ومن يكون ولماذا طلب منه اخفاء امر ما ، لكن والدي تماطل في الجواب وقال : اكنت تتجاسسين علينا ؟". اخبرته ان صوته كان عاليا وكان يتكلم بغضب لدى استرقت السمع خوفا عليه من مكروه ، فقال والدي وكأنه عير مقتنع بما اقول : انه مجرد شخص اراد ان اتعاقد معه في صفقة خاسرة ، واثر غضبي لغبائه.". .
لم اقتنع بدوري بكلامه واستغليت خروجه من مكتبه ودخلت وبدأت ابحث عن مكتبه عن اي شيء خاص بذلك الشخص ، وسحبت درج المكتب ووجدت ملفا خاصا وتفحصته وصدمت لما وجدت فيه ، فيها يطلبون من ابي بان يتعاقد معهم في تكوين اعمال تساهم في الربح السريع وهي غير مشروعة اصلا ، وختمت برمز غريب لم افهم معناه . ووجدت بطاقة فيها عنوان احدى الشركات وهي لرجل نفسه ، وقررت زيارة الشركة ، واكتشاف سرهم الغامض.
كان سعد يستمع بإهتمام واضح وكأنه يستمع لأحداث فيلم امريكي ، وعلامات الاستفهام تلازمه وتابعت سيلفيا الحديث : وابالفعل قمت بزيارة الشركة وتنكرت بالمظهر الذي وجدتني عليه في يوم الحادث . باروكة صفراء وعدسة عين مختلفة اللون ، ودخلت بصفة احدى النساء صاحبة اعمال وثرية ، ولأوهمه باني مستعدة لتعاقد معهم في اي شيء ، وقابلت الرجل وكان مكتبه فخم ، ومجهز بأحدث الاجهزة فرحب بي وقال : اهلا بسيدتي يشرفنا مقابلتك."
وقلت بابتسامة وكان يلتهمني بنظراته وتأكدت انه وقع في اعجابي وهذا في مصلحتي :" شكرا سيدي ولكن بدون مقدمات انا ادعى ماريا ديفادوري ولدي شركة خاصة وناجحة ، سمعت بشركتك وكذا علمت بوسائلي الخاصة عن مشروعكم الجديد المثير."
تفاجأ بالموضع وصمت برهة وأخد سيجارته وقام باشعالها وقال : حسنا من اين لك بهذه المعلومات وماهي وسائلك الخاصة ونحن لم نسمع عن سيدة اعمال تدعى ماريا.
ظننت ان لعبتي اكتشفت وعلمت اني مع اناس يعرفون كل شيء وقلت بدون ان افكر ولاأدري كيف قلت ذلك : انا اعلم اشخاص من منظمتكم اخبروني بعملكم الجديد ولدي معارفي ولقد ارسلوني اليك.
بهت الرجل ووقف منظمة اعتقد انك تعرفين الكثير لكن من هم هؤلاء ؟
حاولت التماطل في الحديث واغرائه بجمالي وكلامي المعسول : تبدو رجلا ذكيا ولدى تم اختيارك ، يعجبني الرجال امثالك.
بدى ان كلامي اعجبه وبدا مهتما بي واعطني رقم هاتفه وطلب مني رقم هاتفي لكن اخبرته ان من ارسلوني لم يسمحوا لي بعد . و صدق كلامي واخبرني بزيارته في يوم الموالي وبالفعل دهبت اليه ودعاني الى منزله لدراسة الموضوع و دهبت معه في بديء الامر بدأ يتغزل بي وبجمالي وقلت بمكر دعنا نشرب اولا وجعلته يسكر حتى استطيع التحكم به وبالفعل سكر وخبرني بسهولة ان شركته ماهي الا تمويه لآعمال اخرى في غاية السرية وانه منخرط في منظمة سرية لها فروع في جميع انحاء العالم غايتها التحكم في اقتصاد العالم وتحقيق الثراء بكل الوسائل الدنيئة . وانهم وراء نشر المخدرات وبيعها في جميع الدول ونشر الفوضى والفتن لغاية لا يعلمها.
قطع سعد حديتها قائلا : الاوغاد سحقا لهم ، يريدون افساد عالمنا الجميل من اجل السلطة والمال ، لكن لماذا اراد قتلك ؟
داعبت سيلفيا شعرها وقالت : لم اكمل بعد القصة ، المهم استغليت سكره وادعيت اني سادخل للمرحاض ، ودخلت الى مكتبه ووجدت جهاز الكومبيوتر مشغولا ولحسن الحظ تركه على صفحة فيها ملف عن اسرار المشروع واعمال المنظمة ، وقمت بتصوير ذلك لكن لسؤ الحظ دخل علي فجأة ووجدني في مكتبه وكان يترنح . حاولت التظاهر بأني فضولية واردت رؤية مكتبه ، لكنه لم يقتنع ورأى على يدي جهاز التصوير وقال بانفعال وهو ثمل : انت جاسوسة خدعتني ايتها الجميلة لن ادعك تخرجين من هنا.
وهجم علي وتمكن من اخد جهاز التصوير وحاول الاعتداء علي لكن تمكنت من الافلات منه وهربت وصرخ يطلب احد رجاله وصادفني في طريق الخروج واخبرته اني جئت اليه لان سيده يعاني من وجع في بطنه وصدقني الغبي وجرى اليه وركضت هاربة لكن الوغد اكتشف حيلتي وتبعني وانت تعرف بقية القصة.
يالها من قصة تصلح للافلام الجاسوسية ، حقا اننا امام اشخاص منعدمي الضمير ، اعجبني ذكاك اخترت الاسم المزيف والشكل المغاير انت الان في امان ولن يعلم احد من تكون تلك ماريا ولن يصدق ذلك رجل انك هي ، في الحقيقة انت اجمل بكثير من ماريا . وضحك وضحكت سيلفيا قائلة : شكرا يا سعد لكن سأكشف عن هؤلاء يوما ما ونا متأكدة من ذلك.
نظر اليها سعد باعجاب وقال : وساكون معك واساعدك فلقد اصبح امرهم يثير فضولي ، ولن اسمح للشر ان يدمر حياتنا وحياة البشرية, وهذه بداية اللعب الممنوع.
الاثنين، 6 يونيو 2011

اللعب الممنوع 1

لم يتخيل يوما مغادرة وطنه , في اتجاه بلد الغربة , ولم يتخيل يوما يرى فيه عمه الغائب و المغترب في بلد الاجانب , فهو سافر الى ايطاليا واختفى وانقطعت اخباره , فقد غاب مدة خمسة وعشرون سنة , الى ان ظهر فجأة ولم يصدق احد عودته خاصة اهله , وفرح سعد بقدوم عمه الذي لم يراه طيلة حياته .

ومالم يتوقعه ابوي سعد ان يقرر عمه اصطحابه الى ايطاليا للعمل وتكوين مستقبله , رغما رفض ابويه , الا ان عمه استطع اقناعهما , ورغما تحذير والد سعد لأخيه من سؤ التصرف ولده ، فسعد ولد و في فمه ملعقة من سوء الحظ ان جاز التعبير ، فلقد كانت حياته خليطا من الغرابة وسوء الأقدار ، واصبح شهيرا بعدد اخفقاته والحوادت التي يقع فيها ، رغما ذلك فسعد شاب دائم الابتسام ويردد دائما ان الحظ سيبتسم له ذات يوم ، عاجلا ام اجلا ، بالفعل ابتسم له هذه المرة فسيغادر بلده الى ايطاليا بلد الجمال والاحلام
لم يصدق والدا سعد ان ابنهما سيغادرهم الى مكان بعيد ، وعالم مختلف عن عالمه ، وبكى الجميع ، لكن سعد طمئنهم بالعودة ذات يوم وبثروة كبيرة ، وسينشيء مشروعا كبيرا في وطنه ، لكن في قرارة نفوس اهله هي مجرد امنيات فهو شاب لا يحسن التصرف ، اما سعد فقد لمعت عيناه واحس بالثقة بالنفس ، وان المستقبل سيبدأ من ايطاليا.

غادر سعد اهله وطنه واحس بغصة الفراق وكاد يلغي فكرة السفر لكن اصراره على النجاح والعودة مرفوع الرأس بين اهله واصدقائه جعله يبعد ذلك الاحساس . عند وصولهم الى ايطاليا انبهر لجمالها وبديع عمرانها ، ونظافة شوارعها عكس ماهو موجود في وطنه ، ايقظه من خواظره صوت عمه قائلا :" اراك مشدوها لجمال المدينة الايطالية ، الامر هنا مختلف عن وطننا خاصة الاعتناء بنظافة الاحياء ، دعك عنك الانبهار وهي لنتحرك."

وصل سعد مع عمه الى المنزل ؛ استقبلته زوجة عمه بحفاوة ، كانت امراءة جميلة انيقة ، اجنبية من ايطاليا ، رغم ذلك فملامحها عربية ، كما استقبله ابن عمه ، واشار عمه الى ابنه قائلا لسعد : هذا هو ابني اسمه علي وهو يماثلك في العمر ، يدرس بالجامعة هيا ياعلي اري لسعد عرفتكما ٠ اجابه ابنه بالايطالية : حاضر ياابي
عند صعودهما الى الطابق العلوي حيث توجد الغرفة ، قال علي محاولا الحديث بالعربية : "هاهي غرفتي ستشاركني بها هل اعجبتك ؟٠". اجابه سعد بالايطالية : "انها جميلة ." اندهش علي قائلا : انك تتكلم الايطالية : "اين تعلمتها ؟". فقال سعد وهو يتأمل الغرفة : "انت تعلم ان عمي اقصد والدك كان يعشق اللغة الايطالية وقد ترك كتبا لتعلم الايطالية في منزلنا ، واستغليت الفراغ في تعلمها. " ابتسم علي قائلا حسنا فعلت."

واصبح سعد يشتغل في محل تجاري لبيع المواد الغدائية ، وذلك بعد ان توسط له عمه ، فصاحب المتجر صديق عزيز لعمه ، وبالفعل بدأ سعد العمل بنشاط وهمة ، لكن كعادته سبب بعض المتاعب لصاحب المتجر ، لأن سعد كان يتدخل في شؤون لا علاقة له بها ، ولا بالعمل كتقديم المساعدة او الحديث مع الزبائن ، الامر الذي لم تألفه طبيعة صاحب المحل ، واشتكى لعمه ، لكنه لم يكثرت لتوبيخ عمه بل اصر العمل على طريقته ، وذات يوم عند انتهائه من العمل وفي طريق عودته لمنزل ، لاحظ رجلا يحاول استفزاز فتاة ، بل تمادى الرجل في وقاحته مع الفتاة ، واتجه سعد ناحيتهما وصرخ في وجه الرجل بصوت عالي :" ايها الاحمق دع عنك الفتاة ". فصاح الرجل غاضبا :" ماشأنك انت ، ارحل والا فجرت رأسك" . فرد سعد قائلا :" بل انا الذي سيحطم جمجمتك ايها الحقير" . بمجرد ان نطق الكلمة الاخيرة تحرك الرجل ولكم سعد في وجهه لكمة قوية ، اسقطته ارضا ، ونهض سعد بتثاقل ،فقال بغضب حانق : "اتجرؤ على ضربي ". فقاطعه الرجل بغضب : "هناك المزيد ان لم تغادر بل سأقتلك". 

وفجأة استغلت الفتاة العراك وهربت ، ولاحظ الرجل ذلك وتبعها يجري قائلا :" لن تهربي مني ايتها الحقيرة." وتبعهما سعد يجري قائلا: سأنتقم لنفسي اولا". ركضت الفتاة وهي تلهث ، وجدت نفسها في طريق مسدود ، ولم تجد مكانا لتفر منه ، واقترب منها الرجل وصاحت وهي تبكي :" ارجوك دعني وشأني". وضحك الرجل والشرر يتطاير من عيناه : "هذه فرصتي ياحلوة ". وفجأة احس بثقل شيء يضرب رأسه ، وشعر بضباب في عيناه وادار خلفه فإستقبلته لكمة قوية طرحته مغما عليه على الارض . فقد كان سعد فقال للفتاة التي لم تصدق بنجاتها :" هيا لنهرب قبل ان يستيقظ الملعون". 

عند وصولهما من مكان امن نظر سعد الى وجه الفتاة ، ودق قلبه ولمعت عيناه ونسي نفسه وهو يتأمل منبهرا بجمال الفتاة كان شعرها آشقر طويلا وعيناها جميلتان وجسد ممشوق القوام ، ايقظه من دهشته صوت الفتاة قائلة : "لاأدري كيف ساشكرك لإنقادك من ذلك المتوحش". فقال سعد مرتبكا :" لا داعي للشكر لكن لماذا أراد اذايتك ذلك الوغد ؟ وماذا تفعل فتاة جميلة مثلك هناك ؟."
عربي باي
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اللعب الممنوع. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اللعب الممنوع. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 24 ديسمبر 2012

الاثنين، 10 ديسمبر 2012

السبت، 20 أكتوبر 2012

الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

الأربعاء، 8 أغسطس 2012

الخميس، 19 يوليو 2012

الخميس، 23 يونيو 2011

الخميس، 16 يونيو 2011

الخميس، 9 يونيو 2011

الاثنين، 6 يونيو 2011